
الخفايا الإستراتيجية لأنبوب البصرة – العقبة وماهي علاقته بالحرب اليمنية وإيران
كتب: سيف رعد طالب
خبير استراتيجي
كثر الحديث خلال السنوات الاخيرة عن انبوب النفط ( بصرة ، العقبة) فما هي مميزاته وامتيازاته.
دعوني لا ادخل بالموضوع من ناحية اقتصادية لكني ابسطها لكم حتى الجمهور العراقي يعلم لماذا تصر بعض الاطراف على اتمام هذا الخط واطراف اخرى تسعى الى منعه ، ولماذا المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والدول الخليجية مع الاردن ومصر تريد اتمامه بأي شكل من الاشكال.
بصراحة واقعية، إن مايدور من بعض الاطراف في الاعلام بأن نفط العراق سيصدر لاسرائيل كذبة إيرانية بحتة لكون البلد المصدر فقط له الحق بتحديد اي دولة تبيع لها النفط ومع وجود قانون التطبيع لايمكن لاي حكومة عراقية على بيع النفط للكيان الصهيوني حاضراً ومستقبلاً، علماً ان دول الخليج العربي وبالاخص المملكة العربية السعودية تسعى بأي شكل من الاشكال على عزل محافظة (حضر موت ) اليمنية وجعلها اقليماً مستقلاً عكس الارادة الاماراتية بالابقاء على الوضع الخاص بتقسيم اليمن بين الشمال والجنوب وهذه بذاتها تعد نقطة الخلاف السعودي الاماراتي .
أن المملكة العربية السعودية تسعى لمد انبوب نفط من المملكة ودول الخليج مباشرة الى المحيط الهندي عن طريق اراضي حضر موت، وملخص الكلام هنا أن اغلب دول المنطقة ليس لديها الثقة بالنظام في الجمهورية الايرانية الاسلامية وتهديدها المستمر بغلق مضيق هرمز وتهديدها لناقلات النفط وخطوطها والموانئ، مما أدى الى اتخاذ هذه الخطوط عالمياً من اجل ضمان تدفق النفط وعدم دخول العالم في ازمة طاقة لايمكن السيطره عليها.
وفي نفس الوقت سيتمكن كلا من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بضرب العمق الايراني ولمواقع مهمة قد تكون منشئات نووية بكل أريحية ، لذا فأن هذا المشروع يعتبر من ناحية الاستراتيجية للجمهورية الاسلامية الايرانية هو بمثابة تهديد للامن القومي الايراني، لذا تسعى بعض الاحزاب والفصائل المواليةلها بإفشال عمل هذا الانبوب ومنع إنجازه ، فهل ستستطيع الارادة الدولية ان تقول كلمتها ام الارادة الايرانية مع غياب وتشظي للإرادة العراقية !؟
هذا ما ستكشفه لنا قادم الايام ..