
الزقورة.. اهرامات بلاد الرافدين
الجورنال (JNA)
عند الاقتراب من أطلال الزقورة أو الصعود فوقها، ستجد نفسك على أعتاب بناء عمراني في غاية الدقة، حيث تتوسطه الزقورة مدينة أور الأثرية الموغلة في القدم.
وتشكل الزقورة الهوية التاريخية والحضارية لمحافظة ذي قار، فهذه المدينة كانت يوما ما واحدة من أعظم الممالك على وجه الأرض. بنيت هذه المدينة في عهد الملك أور قبل 2100 قبل الميلاد.
وتعتبر الزقورة أقدم من الأهرامات المصرية وأهرامات بيرو والأنكا في المكسيك، حيث تقع غرب مدينة الناصرية بـ 17 كلم.
تتألف الزقورة من ثلاث طبقات وثلاثة سلالم، كل منها مؤلفة من مئة درجة، فقد كان العراقيون القدماء يعتبرون رقم ثلاثة من الأرقام المقدسة. بنيت الزقورة على قاعدة مربعة طول ضلعها 42 مترا، وقد كسيت من الخارج بطبقة سميكة من الآجر الأحمر المفخور، وبطريقة هندسية، تُسمى “السبط”، ويميل البناء إلى الداخل كلما ارتفع إلى الأعلى.
يبلغ ارتفاع الزقورة في الوقت الحالي 16 مترا ونصف المتر، لكن ارتفاعها قديماً كان 26 مترا ونصف المتر، ولم يتبقَ من الزقورة الآن سوى الطبقة الأولى، وأجزاء من الثانية، أما الثالثة فقد انهارت بسبب عوامل التعرية.
تحتوي الزقورة على فتحات من جوانبها يطلق عليها بالعيون الدامعة، وتستخدم هذه الفتحات في استخراج مياه الأمطار وتصريفها عبر الأنابيب في وقتنا الحاضر، ويخرج ماء المطر كما تخرج الدموع من العيون.
العديد من الروايات نسجت حول سبب البناء ولكنها تبقى تأويلات؛ فلم يثبت التاريخ صحتها، ويقال أن السومريين عاشوا بالجبال في وقت سابق ونزحوا إلى السهول خلال العصور الجليدية لهذا قاموا ببناء الزقورة تاثراً بالحياة الجبلية. أما الرواية الأخرى فتنسب سبب بناء السومريين للزقورة الى خوفهم من الفيضانات.
اكتشف هذا المعلم عام 1918 على يد عالم الآثار البريطاني تشارلز ليوناردو عندما جاء الى العراق من أجل بعثة تنقيبية. وكانت أول وآخر صيانة لها عام 1962 برئاسة عالمي الآثار طه باقر وشاه محمد علي الصيواني، وبعد ذلك لم يتم إجراء أية عملية صيانة.
وفي يوليو من عام 2016، تم إدراج مدينة أور الأثرية ومواقع أخرى بمحافظة ذي قار -إضافة للأهوار- إلى لائحة التراث العالمي.