
برلمانيون: عرابو الأحزاب يسوقون لشخصيات مشبوهة تمهيداً للمرحلة المقبلة
بغداد ـ الجورنال نيوز
تشهد اروقة الاحزاب السياسية تحركات الغرض منها تسويق شخصيات بعضها مطلوب قضائيا واخرى اثبتت فشلها طوال السنوات الماضية في الاعمال الموكلة اليها .ويرى مراقبون ان موجة التلميع لتلك الشخصيات تزداد عكسيا مع بدء العد التنازلي من اجراء موعد الانتخابات .
ويقول مقرر البرلمان السابق محمد الخالدي ، ان” العرابون داخل الكتل السياسية يسعون لاعادة تسويق الفاشلين من جديد كما حدث في مؤتمر انقرة الذي عقد في تركيا وضم عدداً من الفاشلين وزجهم في العملية السياسية لإعادة تسويقهم عن طريق الشخصيات الخفية داخل الاحزاب السنية “
واضاف ان “رؤساء الاحزاب لا يمكنهم التفاوض مع بعض الاحزاب بالمباشر ما يضطر رئيس الحزب الى تكليف اشخاص قد ينجحون في حل بعض القضايا او يفشلون لكن هي بالأساس عملية لاعادة تدوير الشخصيات الفاشلة من جديد بطرق غير شرعية”.
في حين قال القيادي في المجلس الاعلى الإسلامي فادي الشمري ان “العرابين انتهوا مع نهاية الحكومة السابقة والبعض منهم يحاول اعادة نفسه عن طريق الاعلام والاظهار المستمر في وسائل الاعلام ليبين للبعض انه عراب كتلة ماء”.
واضاف ان “من يدير العملية السياسية الحالية لم تكن قوى واحدة تسيطر على المشهد كالسابق خصوصا وان” مجلس النواب اكثر اعضائه “منفلتين” من القرار الحزبي وبعض القوى السياسية واضحة من دون ان تكلف شخصية بالتفاوض واتخاذ القرار السياسي لكونها ضابطة الايقاع السياسي والشعبي “.
واشار الى ان” الدولة العميقة لا يمكن ان تصوَّر بهؤلاء الشخصيات وتأثيرهم على المشهد السياسية فكل زعيم حزب قادر على اتخاذ قرار. ولفت النظر الى ان العملية السياسية هي من افرزت لجان تفاوض في جميع الاحزاب كلجان ممثلين عن الحزب ولا يمكن تكليف الحزب كاملاً بالتفاوض مع بقية الاحزاب الاخرى بل يقتصر على تشكيل جهة رسمية تتفاوض مع بقية الاحزاب والكتل ولا يمكن ان يطلق عليهم دولة عميقة في الاحزاب لكونهم واضحين في تحركاتهم “.
في حين اتهم النائب عن دولة القانون محمد الصيهود الدول الخارجية بدعم الشخصيات التي تتحكم في المشهد السياسي للحزب كخميس الخنجر ونائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي وبعض الشخصيات المطلوبة للقضاء لتسويق شخصيات للعملية السياسية والتحكم بهم عن بعد “
واضاف ان” الشخصيات التي تسمي نفسها دولة عميقة وتتحكم في حزبها لا يمكن ان يكون لها تأثير في العملية السياسية لكون الشعب اصبح له دراية كاملة بتآمرهم وحتى الجمهور السني رفض تلك الوجوه التي ساهمت في ادخال داعش الى العراق “.
واشار الى ان” دعم الخفي غير المحدود للدول الإقليمية ساهم في قوة تلك الشخصيات والتحكم في مصير احزابهم وهي تعد الشبح السري الهدام الذي يقوض الحكومات في العالم اجمع “.
الى ذلك أكد الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي ان الكثير من الشخصيات الموجودة حاليا في المشهد السياسي لم تستمد رصيدها من القواعد الجماهيرية لان النظم الديمقراطية تؤكد ان قائد الرأي الذي يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة هو الذي له الحق في ان يكون ممثلا للشعب .
واضاف الشريفي في الحقيقة نظامنا الديمقراطي في العراق يقول ان الرجل السياسي الذي لديه ارتباط بدول اقليمية ودولية هو الذي لديه قدرة التأثير والتنفيذ وهذه الحالة هي التي ترسم ملامح المشهد السياسي .
وتساءل الخبير “انه في ظل النظم الديمقراطية هل لشخصيات ثانوية قاعدة جماهيرية الجواب طبعا لا توجد قاعدة ، ولكن هم يستمدون قوتهم من علاقاتهم بدول وهم جزء من مشروع واجب التنفيذ وبالتالي اصبح لهم رصيد سواء اكان سياسياً ام اعلامياً وهل هذا الرصيد يتكامل برصيد جماهيري الجواب لا يتكامل” .
في الحقيقة البعض منهم والقوى الابرز في المسرح السياسي العراقي يستمد قوته من ايران وهذه الخاصية موجودة في التحالف الشيعي او ان تكون لديه علاقة بالولايات المتحدة او بالسعودية او تركيا وكذلك الامارات التي تعد حليفا امنياً وسياسياً وعسكرياً للولايات المتحدة الاميركية بالنسبة للمكون السني .
واختتم تصريحه بالقول ان البعض منهم اخذ وتسلم مواقع متقدمة في الدولة وليس لانه يمتلك عقلية استراتيجية وانما لديه رصيد بوصفه قريباً من ايران او السعودية او اميركا .