
تحرر من القيود أم بداية لصراع جديد.. ما وراء زيارة السوداني لفرنسا؟
بغداد – الجورنال
اختلفت الاراء حول زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى فرنسا وتوقيعه اتفاقية الشراكة الإستراتيجية، حيث رأى البعض أنها ستحرر العراق من القيود الاقتصادية والصناعية المفروضة عليه، في حين ذهب آخرين إلى أن هذه الزيارة قد تكون بداية لصراع جديد في المنطقة.
تحرر من القيود
الى ذلك تشير سهيلة السلطاني، النائب عن الإطار التنسيقي، الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة، في حديث تابعته “الجورنال”، إلى أن “توجه السوداني نحو فرنسا والانفتاح على دول أخرى، لا يدع فرصة لجهة معينة دون أخرى لفرض الهيمنة على العراق”.
واضافت السلطاني، أن “هذا التوجه يفتح خطوط مناورة جديدة في حال حدوث أي أزمة، ولا يسمح للشركات الاحتكارية بالسيطرة على العراق”.
وتابعت حديثها بالقول “الزيارة تتيح تعدد منافذ الاستيراد والحصول على الطاقة والتعاون، وهذا يصب في تحرير الاقتصاد العراقي”.
هذا ووقع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عدت الأولى من نوعها بين بغداد وباريس فهي تتضمن 4 فصول و6 أبواب و50 مادة و64 فقرة.
صراع وتزاحم دولي
ويرى الصحفي المعتمد لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي حسين الوائلي، في تصريح تابعته “الجورنال”، إن “فرنسا تمتلك النفوذ منذ القدم في العراق، قد يوازي النفوذ الأمريكي والشراكة العراقية مع فرنسا ستفتح آفاق التعاون مع الأوروبيين وتتيح قناة دبلوماسية جديدة”.
وبحسب الوائلي، فإن فرنسا تزاحم أميركا في المنطقة لاسيما في العلاقة مع العراق، فهو بلد طاقة وكذلك هم يزاحمون الأتراك الذين لديهم مشكلة حقيقية معهم”.
وأشار إلى أن “الشراكة مع فرنسا فاعلة ومهمة، أما أميركا فلم تعط رأيا بهذه العلاقة، لكنها تؤمن بأنها تقاسم النفوذ”.
هذا وأبرم العراق العديد من الاتفاقيات مع أمريكا بدءًا من اتفاقية الإطار الاستراتيجي عام 2008، التي ركزت في غالبها على الجانب الأمني وتواجد القوات الأمريكية في العراق.
كما نصت الاتفاقيات على أن الطرفين يوافقان على الاستمرار في تعاونهما الوثيق في تعزيز وإدامة المؤسسات العسكرية والأمنية والمؤسسات السياسية والديمقراطية في العراق، وفق ما قد يتفقان عليه، بما فيها التعاون في تدريب وتجهيز وتسليح قوات الأمن، من أجل مكافحة الإرهاب المحلي والدولي والجماعات الخارجة عن القانون، بناء على طلب من الحكومة العراقية.