
عبد اللطيف هميم: السنة حاليا (طائفة بلاوطن) والمتغيرات ستغيب الكثير من سياسيي المكون
قال د.عبد اللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السني ان الشعب بكل اطيافه خسر الا ان الخاسر الاكبر هو المكون السني الذي فقد ارضه وماله وتشرد في المخيمات البائسة وعاش (طائفة بلا وطن) مؤكدا ان الخارطة السنية السياسية ستشهد اختفاء العديد من شخصياتها. واضاف الهميم في حديث خاص لـ(الجورنال) ان المتغيرات التي جرت على العراق ستغيب الكثير من اللاعبين الاساسيين في المشهد السياسي لأسباب موضوعية، كون الجماهير كفرت بمعظم السياسيين نتيجة التجربة القاسية وتجربة الهجرة والنزوح والعيش بلا وطن، انها حقا تجربة قاسية وسوف تغير الخارطة السياسية وخصوصا السنية تغييرا جوهريا وكبيرا، وهناك محاولات جادة لعقد مصالحة سنية سنية ووضع حلول للمشكلة السنية واعادة البيت السني وايجاد هوية مشروع سني في سياق الدولة.
واشار رئيس الديوان السني الى ان جميع العراقيين شاركوا بهذه التجربة القاسية والكل ادرك ان لا بديل سوى العيش المشترك ووفق مفهوم السلم الاهلي ودولة المواطنة, مؤكدا اننا اعددنا بالتعاون مع شيوخ القبائل خارطة طريق لتلافي النزعة الانتقامية بعد تحرير المدن من داعش لان هذه النزعة موجودة في المناطق المحررة لكنها متفاوتة ومختلفة بعض الشيء بين المحافظات لذلك اعددنا وثيقة وقعت من شيوخ القبائل خلاصتها ان تكون سلطة القانون هي الفيصل في المناطق المحررة ولا حماية ولا تهجير فوق القانون وهذه الوثيقة ستعمم على المحافظات وتكون مبدأ اساسيا لحل النزاعات الانتقامية..
وفي الشأن السياسي قال الهميم: ان مشروعنا السياسي نحن مبتعدون عنه لحد هذه اللحظة لسبب بسيط اننا نريد ان تكون مؤسسة الوقف السني مؤسسة بعيدة عن السياسة وتكون متكأ لكل اهل السنة باختلاف افكارهم الدينية والسياسية والدخول في السياسة سيكون مؤذيا لهذه المؤسسة وينحرف بها عن الاهداف التي بنيت عليها ونريد ان نمارس دورنا في بناء المجتمع ونريد ان نقود مشروع مجتمع وليس مشروعا سياسيا بالمعنى الدقيق.. واكد الهميم في حديثه لـ(الجورنال): لدينا اتصالات كثيرة في موضوع المصالحة الوطنية بكافة الاطراف والأطياف العراقية المعارضة للسلطة والمشتركة فيها وهذا جزء من توحيد الصف العراقي في محاولة منا ان يكون الكل في الاتجاه الصحيح من اجل بناء الدولة القانونية واساسها على قاعدة المواطنة، ان كان معارضا او غير معارض، فقد بات من الضروري والملح ان نصل الى الدولة القانونية القائمة على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات. وعن تجربة اهل السنة في الظرف الراهن قال رئيس ديوان الوقف لقد كانت قاسية جدا لانها اول تجربة يخوضها المواطن السني، اول تجربة نزوح وتشريد وبمعدل 97% يعيشون بمخيمات بائسة وقاسية، والسنة اليوم لن يسمحوا باعادة هذه التجربة التي جعلتهم اكثر واقعية لذلك لن يسمحوا باختطافهم من قبل جماعة ارهابية متطرفة لا تنتمي لهم البتة. مشيرا الى ان الخيار الوحيد لديهم هو الدولة القانونية وهذا الخيار كان منذ فترة مبكرة لانه الضمان الوحيد لأمن المجتمع وهو الخيار الوحيد الذي يضمن الحقوق المتساوية للمواطن وهذا الخيار بات مطلبا لجميع اطياف الشعب العراقي ولا يمكن ان تبنى دولة بوجود شريحة تشعر بالغبن والتهميش والظلم..
واوضح ان العراقيين يريدون دولة تحكم بالعدل والانصاف وتكون لكل العراقيين يعيشون فيها برفاهية اقتصادية وعيشة مريحة واساس (ولب المشكلة في العراق هو موضوع المحاصصة الطائفية، والطائفية ليست طائفية مجتمعية بالمعنى الدقيق انما هي طائفية سياسية وجاء بها السياسيون من اجل مصالحهم وبمجرد انتهاء هذه الطبقة السياسية ينتهي هذا المفهوم ويرجع المجتمع الى اصوله وجذوره الحقيقية..) مؤكدا ان المتغيرات التي حصلت في حزيران 2014 غيرت هيكلية وبنيوية الدولة العراقية ومن الصعب ان تعود الدولة الى ما قبل حزيران 2014 وخيارات الفرد العراقي لم تعد نفس الخيارات قبل 2014 . وعن الظرف السياسي الحالي اكد الهميم: من خلال الظرف الذي نعيشه سينتج خروج قيادات جيدة، المعركة اليوم ليست معركة سطحية انما هي معركة وجودية، نكون دولة او لا نكون دولة، نكون طائفة او لا نكون، هل تبقى الدولة العراقية ام تتمزق الى دول وفرق متشرذمة طائفية وعرقية، نحن نمر بمستوى متقدم من الخطر ولا سبيل لنا الا ان نقر اننا نعيش بمركب واحد ونعطي كل ذي حق حقه، وفي المحصلة النهائية ستعود اللحمة الى المجتمع، لكن ما هو الثمن الذي سيدفعه العراقيون للوصول الى هذا الهدف؟ بالتأكيد يجب ان تكون هناك قيادات رشيدة وعاقلة تخفف من تكلفة الوصول والعودة لمجتمع خال من الطائفية والعرقية.
وختم رئيس الديوان السني حديثه بالقول: ان المجتمع العراقي اليوم اكثر وعيا من ما كان عليه قبل عشر سنوات وأدرك الجميع ان سياسة الاقصاء لن تجدي نفعا (بعد الف عام تبقى الاعظمية سنية وتبقى الكاظمية شيعية) هذه هي الحقيقة، هل وصلت القيادات السياسية الى هذا المستوى من التفكير؟ بالتأكيد البعض وصل، والجزء الاكبر لم يصل لحد الان، لذلك لابد من ظهور قيادات جديدة تقود الجميع الى بر الامان، فقد نجحت الطبقة السياسية بتوظيف الطائفية لمصلحتها لكنها لن تنجح بعد ذلك، فقد بدأ تصدع كبير وانهيار وتغير حقيقي في تفكير الفرد العراقي ولم يعد معبأ طائفيا مثل السابق وبدأ يعي ان الطائفية لعبة جاء بها السياسيون واجادوها ووظفوها لمصلحتهم، واليوم الطائفية غير مستفزة للفرد العراقي لانه عرف في المحصلة النهائية انها اداة قذرة بيد السياسي، لذلك نجد المجتمع بدأ يرفض هذا المفهوم ولا بديل سوى المصالحة، جربنا الاحتراب الطائفي ولم ينجح، السلم والعيش المشترك والعدل هو البديل.