
لقاء اربيل.. هل دق المسمار الأخير في نعش تحالف انقاذ وطن؟
الجورنال (JNA)
هل كان المسمار الأخير في نعش تحالف “انقاذ وطن”؟ تصوّر مراقب أن الصورة التي ضمت كل من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني “مسعود بارزاني” و رئيسا مجلس النواب “محمد الحلبوسي” و تحالف السيادة “خميس الخنجر” شيعت التحالف الى مثواه الأخير، قائلاً: ان الطلب الذي تقدم به السيد “مقتدى الصدر” عبر وزيره “صالح محمد العراقي” على تويتر للحلفاء بحل المشكل والانسحاب من البرلمان جوبه بـ “الرفض”.
كان الطرفان بحسب بيان لمكتب الحلبوسي تلقته (الجورنال) قد التقيا في اربيل اليوم الأحد وأكدا ((أهميةَ إجراء انتخابات مبكرة بعد تهيئة المتطلبات القانونية ومستلزماتها وفق الآليات الدستورية، يسبقها تشكيل حكومة تتمتع بكامل الصلاحية وتحظى بثقة واطمئنان الجميع ببرنامج حكومي متفق عليه، مع التأكيد على ضرورة استمرار مجلس النواب بعمله لحين موعد الانتخابات)).
ويفيد متابعون أن هذه الفقرة بالذات تحاكي مواقف ثابتة دأب الإطار التنسيقي على إطلاقها في بيانات عامة، وأخرى خاصة بالكتل المنضوية فيه كلا على حدة، ما يعني أنهما سيتفقان على تشكيل الحكومة على اعتبار ان التيار الصدري “منسحب” من البرلمان، وسيقومان بالخطوات اللاحقة معاً بناء على هذه المعطيات.
واذ يبرر العضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني “وفاء محمد” ما حدث فيشير في تصريح لـ (الجورنال) الى ان اتفاق الجانبين ليس بمعزل عن التيار الصدري قائلا ان ((تشكيل حكومة قوية جديدة يجب ان يكون بالتوافق مع الاطار وترضية التيار والمستقلين، وليس لدى الديمقراطي والسيادة اية خطوط حمراء تجاه رئيس الوزراء الحالي “مصطفى الكاظمي” )) وتابع بالقول ((سيتولى رئيس الحكومة التي سيتم تشكيلها بعض المهام كـ (حل البرلمان) والتمهيد لانتخابات مبكرة لارضاء التيار الصدري واعادته مرة اخرى الى قبة البرلمان عبر الانتخابات بوصفها الخيار الوحيد لتحقيق هذا الهدف)).
و رفض مقرب من التيار الصدري التعليق على ما جرى، غير ان محللين قالوا ان خطوات الحلبوسي “مفاجئة باستمرار”، متابعين ((يريد رئيس مجلس النواب مسك العصا من المنتصف وتبيان انه ليس مع طرف ضد اخر، فوافق على استقالات نواب الكتلة الصدرية، ثم جمد عمل البرلمان فاتهمه الاطار التنسيقي بـ “التماهي” مع الصدر، لكن سرعان ما استدار نحو الاطار التنسيقي فدعم بقوة تشكيل حكومة واعادة عمل البرلمان لتحقيق هذه الاشتراطات، الحلبوسي يجيد لعبة تدوير الزوايا)).
ولم يصدر تعليقا عن الاطار التنسيقي حتى الان بشأن اجتماع اربيل، غير انّ عضو فيه قال ((ان الاطار يدعم جميع المبادرات الهادفة لاحياء العملية السياسية وفك الانسداد)).
و اذ تبدو الاطراف الشيعية في حالة “سبات” بالمواقف بسبب الزيارة الاربعينية، غير ان الرهانات على نجاح لقاء بارزاني- الحلبوسي اليوم معلقة بما سيتفق عليه الفرقاء الشيعة، والاليات التي ستضمن ارضاء كل منهما، مع ان المسافة بينهما ما زالت شاسعة وفقا لكافة القراءات والوقائع.