
التجربة الانتخابية الروسية … مشاهدات من ارض الواقع – الحلقة الثانية
الجورنال – متابعات – (JNA)
تنشر “الجورنال” تزامنا مع الاحداث الروسية الاوكرانية الجارية حاليا، مقالا للقاضي قاسم العبودي على شكل اربع حلقات، يسلط فيه الضوء على التركيبة البنيوية للدولة الروسية من خلال استعراض تجربة الانتخابات والممارسة الديمقراطية فيها.
يقول في المقال:
روسيا الاتحادية دولة حديثة العهد بالديمقراطية فقد حكمت طوال عقود بنظام الحزب الواحد حيث كان الحزب الشيوعي مهيمن على الحكم وسياسة الدولة وجميع مؤسساتها فيما كان يعرف سابقا بالاتحاد السوفيتي، اذ كانت روسيا احدى جمهورياته ويستند الموقف من الديمقراطية إلى رؤية فلسفية وهي بالحقيقة ردة فعل للممارسة الغربية التي كانت في وقتها تفرض قيودا على التصويت والمشاركة في الانتخاب على أساس العرق والجنس والمؤهلات المالية والعلمية فقد اتخذت الماركسية من القيود المذكورة مبررا لرفض النموذج الغربي للديمقراطية لأنه حسب وجهة النظر تلك صمم لمصلحة القوى الرأسمالية كونها تمتلك وسائل الإنتاج والمال والمؤسسات الإعلامية التي تؤهلها للاحتفاظ بالسلطة وحرمان الطبقات العاملة من المشاركة في صنع القرار السياسي. لذلك كان لابد – حسب النظرة الماركسية- ان يستبعد هذا النموذج في تداول السلطة وحصرها بيد الطبقة العاملة وهو ما يسمى بدكتاتورية البروليتارية ، الى ان يتم القضاء على الطبقة الرأسمالية والعودة الى الانتخاب .
واقتبس هنا ما ذكره (اوستن رني) في كتابه سياسة الحكم عن مبررات وجود حزب واحد في السلطة ((يبرر الشوعيون السماح لحزب واحد فقط بالوجود في حكومه يزعمون انها اكثر حكومات العالم ديمقراطيه ، ان كل حزب يمثل طبقة من الطبقات وفقا للمذهب الذي صاغه ستالين واتباعه . ففي الدول التي توجد فيها عدة طبقات ينبغي كذلك وجود عدد من الاحزاب ولكن في روسيا السوفيتية لاوجود الا للطبقة العاملة ولهذا فانه لا حاجة تدعو الى وجود اكثر من حزب واحد يمثل هذه الطبقة وهو الحزب الشيوعي ، وان أي حزب آخر ان وجد بالضرورة سوف يعارض مصالح الطبقة الكادحة ورخائها وهذا بالطبع يُعد ثورة مضادة وخيانة عظمى ، وعلى هذا فان الحكومة الديمقراطية الحقيقية (هي حكومة الطبقة العاملة فقط) ولا تسمح بوجود اكثر من حزب واحد)) الا ان الدكتاتورية البروليتارية استمرت الى حين سقوط الانظمة الشيوعية وتراجع الفكر الماركسي في العالم من دون ان تشهد تحولا حقيقيا الى الديمقراطية.
انتخاب الرئيس الروسي
يتم انتخاب الرئيس الروسي وفقا لاحكام الدستور الذي تم تعديله في 11 تشرين الثاني 2008 ( بان تصبح مدة ولاية الرئيس 6 سنوات وان يطبق هذا التعديل خلال الدورة الرئاسية التي تبدأ بعد الانتخابات 2012) ووفقا لقانون الانتخابات والاستفتاء الاتحادي الذي صدر بتاريخ 22/5/ 2002 وصادق عليه المجلس الاتحادي لروسيا الاتحادية في 29/5/2002.
شروط الترشيح للانتخابات الرئاسية:
إضافة للشروط العامة كالسن والمؤهل العلمي والبدني يجب إن يقدم المرشح للانتخابات الرئاسية توقيع ما لا يقل عن مليوني ناخب روسي مؤهل إلى اللجنة المركزية للانتخابات لكي يتم اعتماده كمرشح ولا يستوفى إي مبلغ من منه .
يتحمل المرشح جميع نفقات حملته الدعائية الاعلامية على ان تقوم الدولة بتوفير وسائل الاعلام الحكومية وبفرص متساوية للترويج لتلك الحملات ، وتجري اللجنة المركزية للانتخابات القرعة بين المرشحين لترتيب تسلسلهم في ورقة الاقتراع ، ووفقا لذلك كان تسلسل المرشحين في الانتخابات الاخيرة التي جرت في 4/3/2012 على الشكل التالي :
أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية
اسم المرشح | الحزب |
فلادمير بوتين | حزب روسيا الموحدة |
بروخورف | مرشح مستقل (رجل اعمال) |
جرنوفسكي | الحزب الليبرالي الديموقراطي |
زيكانوف | الحزب الشيوعي الروسي |
ميرانوف | حزب روسيا العادلة |