
لقاء الصدر مع الثلاثي.. مبادرة الوقت الضائع
الجورنال- خاص (JNA)
قد يشكّل اللقاء الذي جمع كلا من رئيس اقليم كردستان “نيجيرفان البارزاني” و رئيس مجلس النواب “محمد الحلبوسي” ورئيس تحالف السيادة “خميس الخنجر” مع “مقتدى الصدر” في النجف اليوم الاثنين نقطة تحوّل في مسار الازمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ اعلان نتائج الانتخابات في تشرين الاول 2021.
و تشير مصادر مطلعة لـ “الجورنال” الى ان نقاط التحول مصدرها مبادرة جديدة طرحها رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني “مسعود بارزاني” تهدف الى حلحلة الازمة بين الاطار التنسيقي والصدر، وبينما تتحدث المبادرة عن منح الاطار منصب نائبي رئيس الجمهورية والوزراء بجانب (5) حقائب وزارية، الا انّ مصادر مقربة من الاطار تقول ان بيان تفاصيل المبادرة “سابق لأوانه”.
و وصل البارزاني والحلبوسي والخنجر (كل على حدة) الى النجف صباح اليوم، قبل ان يستقبلهم الصدر في منزله بالحنانة، في وقت تشهد البلاد انسدادا سياسيا تسبب به اعتراض الصدر على اشراك رئيس ائتلاف دولة القانون “نوري المالكي” في اية حكومة ائتلافية، وهو الامر الذي رفضته قوى الاطار مشترطة اشتراكها جميعا في اية حكومة مقبلة.
و بعد انتهاء اللقاء غرد الصدر على “تويتر” مطالبا بـ (ضرورة وقف الارهاب والعنف بحق الشعب العراقي والشركاء السياسيين) ومشددا بالقول (لا زلنا مع حكومة اغلبية وطنية، ونرحب بالحوار مع المعارضة الوطنية) وهي اشارات الى ان ذهاب الاطار التنسيقي الى المعارضة اصبح بحكم الامر الواقع.
وترفض اطراف داخل الاطار التنسيقي توصيف الصدر لها بــ”المعارضة الوطنية” قائلة: ان اية جهة لم تعلن نفسها كمعارضة بشكل رسمي حتى يطلق عليها الصدر أحكامه، وفي هذا يشير عضو ائتلاف دولة القانون “وائل الركابي” في تصريح لـ (الجورنال) ان الاطار هو الذي يحدد خياراته بهذا الصدد، فاما الذهاب نحو المعارضة، او المشاركة في السلطة.
واذ افصح “مسعود البارزاني” عن وجود مبادرة، الا ان الانباء ما زالت تتضارب حولها، اذ يذكر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد زنكنة في حديث لـ(الجورنال) اليوم الاثنين، أن “البارزاني والحلبوسي” ذهبا الى النجف لغرض التشاور وليس لابرام اتفاق نهائي، مستذكرا: ((ربما نحن في وضع مشابه لما جرى في العام 2010، لذا كان لا بد من تبني “مشروع وطني هدفه جمع الاطراف المختلفة للخروج باتفاق مشترك”.
لكن الاطار التنسيقي عبّر عن استغرابه مما يتداول بشأن المبادرة، اذ يقول “وائل الركابي”: ((يتحدثون عن مبادرة لتوزيع المناصب، لكنها ليست واضحة تماما، وارى ان الهدف منها الضغط على السيد مقتدى الصدر للقبول بمشاركة كامل الاطار في التشكيلة الحكومية.
ويشير الركابي الى أن ((الوفد المكون من البارزاني والحلبوسي طلبوا من السيد الصدر الرد على المبادرة خلال مدة اقصاها 72 ساعة، وان الامر يتوقف ايضا على الاطار التنسيقي الذي يمتلك صلاحية القبول او الرفض لها)).
وفي اطار منفصل.. رفض الركابي محتوى تغريدة الصدر ظهر الاثنين قائلا: ((لم يصدر من الاطار ما يهدد السلم الاهلي او الشركاء السياسيين، فهم شركاء في الوطن، وكل ما نقوله اننا نرفض تهميش اي مكوّن من مكونات الاطار او اقصائه، هذا موقفنا باختصار)).